December 2024
·
10 Reads
Journal of Islam in Asia (E-ISSN 2289-8077)
الأهلية في علم أصول الفقه هي عبارةٌ عن مراحل التكامل الإنساني عقلاً وجسداً، ولها تداخل كبير في موضوع الأمراض النفسية، بحيث من الأمراض النفسية ما يغيب العقل والتمييز فيكون سبباً لرفع التكليف وانعدام الأهلية. ومنها ما يؤثر على العقل من وجهٍ فيختل في جانبٍ من جوانب تفكيره مثلاً، بينما تظل بقية الجوانب غير متأثرةٍ أو على الأقل لا يظهر عليها الاختلال. ومن هذا المنطلق، تهدف هذه الدراسة إلى معرفة نظرية الأهلية عند الأصوليين وبيان حقيقة الأمراض النفسية في علم النفس، وذلك من أجل تحليل العلاقة بينهما وكيفية توظيف نظرية الأهلية لمعرفة حكم تكليف المرضى النفسيين. اعتمادا على منهجي الاستقرائي والتحليلي، تظهر الدراسة العلاقة المترابطة بين نظرية الأهلية والأمراض النفسية. نظرا لاختلاف أنواع الأمراض، لا يجوز التعميم بأن جميع المرضى النفسيين غير مكلفين وغير محاسبين في كل أفعالهم، كما أنه لا يمكن الحكم عليهم بحكم مطلق لأن الأمراض تتفاوت وتختلف في درجة شدتها، فيحكم له بالتكليف حال تعقله وإدراكه، ويسقط عنه التكليف حال طروء العلة به، كما أنه قد تختلف أثر الأمراض على جوانب التكليف، فهذا يقتضي الرجوع إلى نظرية الأهلية في أصول الفقه. في حين أن التباين والاختلاف في المفاهيم الفقهية المتعلقة بالأمور التي تؤثر على عقلية الفرد وبالتالي أهليته، يستلزم مراجعتها مستندا إلى النتائج المعاصرة في علم النفس، حيث أن هناك بعض الاضطرابات المتشابهة والصالحة التي يمكن إدراجها في حالات الجنون، والعته، والإغماء