اعترف المنظم السّعودي بشركة الشّخص الواحد حديثًا في نظام الشّركات الجديد لسنة 1437هـ، ولا شك أن ذلك يمثل انقلابًا على الأسس التقليدية للمبادئ العامة في الشّركات القائمة على تعدد الشركاء. وقد جاء ذلك استجابة للتّطوّرات الاقتصادية وإمكانية استثمار رؤوس الأموال في مشاريع استثمارية، تعود بالنفع على الدولة ومواطنيها والمستثمرين فيها، ويقود إلى خلق بيئة اقتصادية آمنة من خلال تقليص الشّركات الوهمية التي تقوم في حقيقتها على الشّخص الواحد. وبالرغم من استجابة المنظم السعودي للتطورات الاقتصادية، والانسجام مع الاتجاهات الحديثة في الاعتراف بهذا النوع من الشركات؛ إلا أن التنظيم القانوني لهذه الشركة قد جاء قاصرًا، بسبب إحالة المنظم السعودي للكثير من أحكام هذه الشركة إلى الأحكام العامة تارة وإلى الأحكام الخاصة بشركات الأموال تارة أخرى، وقد حاولنا من خلال هذه الدراسة الوقوف على مدى انسجام هذا النوع من الشّركات مع هذه الأحكام ، وخلصنا إلى نتيجة مفادها عدم انسجام الكثير من هذه الأحكام مع الطبيعة الخاصة بهذا النوع من الشركات، وبالتالي ضرورة قيام المنظم السّعودي بوضع أحكام خاصة بشركة الشّخص الواحد تنسجم وطبيعتها الخاصّة القائمة على الإرادة المنفردة على خلاف الشّركات الأخرى القائمة على الارادات التعاقدية (العقد). كلمات مفتاحية: الذمة المالية، الشخصية الاعتبارية، الاستثمار، المسؤولية القانونية.