المدرسة الإلكترونية وأدوار حديثة للمعلم

Abstract

نتيجة للتطورات المعلوماتية والانفجار المعرفي واقتحام التقنيات الحديثة معظم مجالات اجتهادات الإنسان، توافرت أنماط غير تقليدية اُستُخدمت في التعليم والتعلم أخذت تنمو وتزدهر خاصةً في الآونة الأخيرة. وتشبث بها غالبية المهتمين والمتحمسين لتطوير المناهج الدراسية والتعليم عموماً، ومناهج الرياضيات وأساليب تعليمها وتعلمها على وجه الخصوص، بالرغم من معارضة البعض لتقنيات التعليم الحديثة ووقوفهم بشراهة ضد كل ما هو حديث في مجال العملية التعليمية نظراً لاقتناعهم التام بالأساليب التقليدية التي كانت السبب في وصولهم لما هم فيه حالياً. ولكن هذا السبب لن يثني عزم المناصرين للاتجاهات والتقنيات الفعَّالة في المضي قدماً نحو تفعيل دورها لتحقيق أهداف التعليم والتعلم.
وليس هناك أدنى شك في أن التقنيات التي فرضت نفسها على الواقع التعليمي التعلُّمي تتمثل في تكنولوجيا الكومبيوتر في التعليم وما تضمنته من تطبيقات كالإنترنت، وما صاحب ذلك من تعليم إلكتروني وظهور المؤسسات التعليمية والمدارس الإلكترونية، والتي لها العديد من الميزات التي تؤهلها لأن تكون في قمة أنماط التعليم والتعلم. ومن ثمَّ تغير دور المعلم من الأعمال الروتينية إلى أساليب وأعمال تتواكب وفلسفة هذه المؤسسات التعليمية والمدارس الإلكترونية وطبيعتها.
بادئ ذي بدء فإن الكومبيوتر بالنسبة للعملية التعليمية ليس بالأمر الهيِّن وذلك لما للكمبيوتر من أهمية قصوى في التعليم المستقبلي، ولقد أصبح الكومبيوتر حالياً العمود الفقري في جميع مجالات الحياة المختلفة والتي يأتي على رأسها العملية التعليمية التي ترتكز عليها مختلف الأنشطة في جميع المجالات الحياتية، ولهذا فالكومبيوتر بدوره الرئيس في كل ميادين الحياة تتضح أهميته في العملية التعليمية بمختلف أنشطتها وذلك حتى تواكب العملية التعليمية ركب التقدم التكنولوجي وتقف علي أحدث الوسائل التعليمية والتكنولوجية.
وبالطبع يؤدي الكومبيوتر دوراً رئيساً كتقنية تعليمية هامة ترفع من مستوى العملية التعليمية، ومع تطور الحياة وتقدمها تتطور مناهل المعرفة وتظهر وسائل جديدة للتكنولوجية الحديثة، ومع كل هذا يتطور الكومبيوتر وببرامجه المتنوعة لمواكبة التقدم العصري. ومهما تقدمت وسائل المعرفة والاتصالات الحديثة يظهر القصور في العقل البشرى مقارنةً بالقدرة الربانية، فقد قال تعالي { وفوق كل ذي علم عليم }.
وعموماً يعتمد التعلُّم الإلكتروني من خلال المؤسسات والمدارس الإلكترونية على الإنترنت كأحد التطبيقات المهمة للكومبيوتر، ويرتكز هذا النوع من التعليم على ما يتوافر في الكومبيوتر من وسائط فائقة Hyper Media ونص فائق Hyper Text ووسائل تعليمية تجذب انتباه المتعلم نحو ما يُعرض من معرفة ومعلومات. إضافة إلى إمكانات الكومبيوتر المتنوعة كالمؤثرات الحركية والصوتية واللونية والتي لها تأثير فاعل في جذب انتباه المتعلم.
ويحتوي الكتاب الحالي على الفصول التالية:
** الفصل الأول: الإنترنت كبداية للتعليم والتعلم الإلكتروني.
** الفصل الثاني: التعلُّم الإلكتروني.
** الفصل الثالث: المدرسة الإلكترونية.
** الفصل الرابع: المعلم والمدرسة الإلكترونية.
** الفصل الخامس : تصوُّر مقترح لمدرسة إلكترونية في مصر.
ولا يفوتني أن أتقدم بعظيم شكري وخالص تقديري لأساتذتي الأجلاء، على ما قدموه لي من عون وإرشاد ومساعدة في إخراج هذا العمل المتواضع إلى حيِّز التنفيذ.