كتاب جيولوجيا المناجم والاستكشاف المعدني
Abstract
بســـــــم الله الرحمن الرحيـــــــــــم
(ولقد مكناكـــم في الأرض وجعلنـــا لكم فيهــــــا معايــــش)الأعراف 10
الحمد لله… والصلاة والسلام على رسول الله… وعلى آله وصحبه ومن والاه… الحمد لله الذي من على امة العرب بلغة القرآن الكربم وبالدين الإسلامي الحنيف… ثم انعم عليها بوافر خيراته وأغدق عليها من عظيم عطائه ونعمائه، حثها على العمل وعلى البذل والعطاء، ومهد لها سبيل النجاح والبقاء بالتماس العمل والرزق الحلال من خزائن الأرض ومكنوناتها…ظاهرها وباطنها، وهكذا كان للعرب نصيبهم من قصب السبق في مجالات الجيولوجيا والتعدين مثلها مثل العلوم الأخرى بما تركوا من آثار ظاهرة لحد الآن تحكي قصة تاريخ طويل عامر بالحضارة والعمران.
يعتبر العمل الجيولوجي بكافة مراحله المختلفة ابتداءاً من مرحلة الاستكشاف الجيولوجي وإنتهاءاً بمراحله النهائية المتمثلة بالصناعات التعدينية وإنتاج المعادن وتسويقها عمل مضني ومغامرة كبيرة بالمال والوقت والجهد، ان كافة التحديات التي تواجه الجيولوجيين طيلة هذه الفترة تحتاج الى جهود استثنائية ومواظبة كبيرة وصبر طويل من اجل الكشف والفحص والتحقق من عشرات وعشرات الظواهر الجيولوجية والترسبات المعدنية وربما تنتهي العملية بان نحصل على واحد فقط من هذه الترسبات ذات قيمة اقتصادية جيدة.
إن سلسلة البرامج والعمليات والفعاليات الجيولوجية التي تهدف الى تعقب واكتشاف الترسبات المعدنية او الظواهر الجيولوجية عبارة عن سلسلة من المراحل التي تتضمن مجموعة من الدراسات النظرية والمكتبية وأعمال جيولوجية حقلية متعاقبة تكمل أحداهما الأخرى تبدأ من الفكرة وتحديد الهدف ثم تنطلق بقية الأعمال من فحص صور التحسس النائي ودراسة الخرائط والتقارير والأعمال الجيولوجية السابقة حول المنطقة المستهدفة ثم الدخول في برنامج الاستكشاف المعدني الذي يتضمن أعمال جيولوجية وحقلية باستخدام مختلف الوسائل والطرق المتوفرة من أعمال مسح جيوكيميائي وجيوفيزيائي وحفر آبار لبابيه والغرض من هذه المرحلة هو تحديد الأماكن والمناطق الأكثر تشجيعاً على احتمال احتواءها على التواجدات لترسبات معدنية او تراكيب جيولوجية. الدراسات اللاحقة هي تحديد شكل وحجم وعمق هذه الترسبات وتراكيزها، بعدها تحسب احتياطيات الترسبات المعدنية وتصنف وتقيم من حيث النوعية والكمية ودرجة التركيز، بهذه النتائج تتحقق نجاح كافة الجهود التي بذلت في العثور على الترسبات المعدنية الاقتصادية التي من الممكن استغلالها بربحية جيدة. المرحلة اللاحقة هي مرحلة الدراسات المنجمية التي تتضمن اختيار طريقة الاستخراج ألمنجمي المناسبة لاستغلال هذه الترسبات ثم الدخول في مرحلة الاستخلاص المعدني من اجل فصل واستخلاص المعادن المهمة بإتباع الأسلوب الأمثل في اختيار أفضل الطرق الخاصة بفصل وتركيز المعادن والفلزات من الصخور والمواد الخشنة وهي مرحلة صعبة ومكلفة من الناحية الاقتصادية والفنية.
هذا الكتاب الذي بين أيديكم هو دراسة أكاديمية وعملية مفصلة تشرح وتوضح كافة برامج ومراحل العمل الجيولوجي التي مر ذكرها آنفاً حيث يتضمن سبعة فصول تبدأ من تحديد الهدف من العمل الجيولوجي وانتهاء بمرحلة الاستخلاص المعدني وإنتاج المعادن مع بعض الأمثلة والدراسات العملية لبعض المواقع المنجمية.
الفصل الأول عبارة عن مقدمة تاريخية موجزة عن عمليات التعدين ودور العرب التاريخي وبالأخص سكان حضارة وادي الرافدين في استكشاف الخامات واستخلاص المعادن مع احتواءه على تعاريف لمفاهيم ومصطلحات جيولوجية مختلفة ورد ذكرها ضمن فصول الكتاب. الفصل الثاني هو استعراض مع شرح موجز عن الترسبات المعدنية، أنواعها، تصانيفها المختلفة من حيث الأصل والنشوء والتواجد لكي يساعد كثيراً الجيولوجي في تحديد الأماكن والمناطق الأكثر ملائمة التي تمتلك ظروف جيولوجية مناسبة لتواجد هذه الترسبات. الفصل الثالث، فصل الاستكشاف المعدني وهو من الفصول المهمة والواسعة التي اقتضت الحاجة الى تضمينه كافة الدراسات والأسس الخاصة بمراحل العمل الجيولوجي المتعاقبة التي تحتوي على طرق الدراسة، الأساليب، وطبيعة العمل في الكشف وتحديد أماكن وتسليط الضوء على مختلفة مراحل العمل الجيولوجي. الفصل الرابع وهو فصل احتياطي الترسبات المعدنية الذي تحتوي على دراسات عن كيفية تعريف الجسم المعدني مع استعراض لكافة طرق حساب وتصنيف الترسبات المعدنية وتحديد كميات الاحتياطي لها مع احتواءه على امثلة محلولة متعددة ومتنوعة عن طرق حساب احتياطي الخامات. الفصل الخامس، فصل المعالجات الإحصائية للبيانات والنتائج المستحصلة من المراحل السابقة حيث دخل الاحصاء بقوة في العمل الجيولوجي باستعراض وتحليل وعرض النتاج من اجل الحصول على قرارات صائبة في توجيه العمل الجيولوجي بالشكل الصحيح مع تسليط الضوء بشيء من التفصيل عن حساب الاحتياطي بالطريقة الجيواحصائية.
الفصل السادس، وهو أيضاً من الفصول المهمة الذي أعطي له اهتمام خاص حيث يهتم بشرح مفصل لكافة طرق الاستخراج ألمنجمي سواء كانت سطحية أو تحت الأرض، مع توضيح كيفية تحديد الأسلوب الأمثل في قلع واستخراج الخام من باطن الأرض مع احتواءه أيضاً على عدد وافي من الأمثلة النظرية والأمثلة الحية المستقاة من زيارات ميدانية لبعض المناجم العالمية. الفصل الأخير وهو فصل الاستخلاص المعدني اذ يحتوي على مختلف الدراسات والطرق والأساليب المتبعة في استخلاص المعادن سواء كانت قديمة او حديثة مع شرح موجز عن أسلوب المعالجة وتقنيات تركيز المعادن من الخامات المختلفة.
إن ترسيخ قواعد النهضة العلمية والعملية تتم من خلال التأكيد دائماً على تزويد طلبتنا الأعزاء بمعلومات وتقنيات علمية يستفيدون منها في الجانب المهني والتطبيقي وبصورة متوازية مع المعرفة النظرية الأكاديمية، يؤكد الجانب التطبيقي لعلم الأرض على استخدام وسائل وأساليب عملية في دراسة وفهم المكونات الجيولوجية للقشرة الأرضية وكذلك على كيفية كشف واستثمار الترسبات المعدنية والثروات الطبيعية التي حباها الله عز وجل للبشرية من اجل تحقيق التطور الحضاري والبشر والصناعي والرفاهية للمجتمع.
لقد توسعت وتطورت المعارف والعلوم في مختلف مجالات الحياة وتغيرت مناهج دراستها لتحاكي مستجدات التكنولوجيا الحديثة وأصبحت كذلك تؤكد على الجانب العملي والتطبيقي وتسعى هذه العلوم الى تزويد الطلبة بالمعلومات العملياتية ذات العلاقة بالجانب التطبيقي وربط العلم بالحياة والمجتمع.
لاشك ان مكتبتنا العلمية تزخر بالعديد بالكتب والمصادر والمراجع القيمة إلا إن الجزء التطبيقي منها يعد ذا أهمية استثنائية خصوصاً في مجال جيولوجيا المناجم وكيفية استغلال واستثمار هذه الثروات والترسبات. هذا الكتاب الذي بين أيديكم يتضمن عصارة جهود وخلاصة خبرة وعمل دؤوب ومتواصل في مختلف دول العالم، احمد الله واشكره الذي يسر لي أمري لإعداد هذا العمل المتواضع وارجوا أن أكون وفقت في تقديمه وقد أصبح بنعمة الله حقيقة واقعة بين أيدي أساتذتي وزملائي وإخوتي الباحثين وطلبتنا الأعزاء راجياً أن يلقى منهم الرضا والقبول وان يستفيدوا مما جاء فيه في حياتهم الأكاديمية والمهنية. أرجو ان لا يبخل احد عليّ بأي ملاحظة او تصويب فالعصمة لله وحده والمرء قليل بنفسه كثير بأخيه وأكون قد أسهمت في رفد واغتناء المكتبة العلمية العراقية والعربية.
اتقدم بالشكر والامتنان الى سعادة الاستاذ الدكتور مزاحم قاسم الخياط رئيس جامعة تكريت, على متابعته المستمرة في نشر الوعي العلمي وتشجيعه لحركة البحث والتأليف والترجمة في الجامعة وتقديم كل ما هو جديد لزملائنا التدريسيين والباحثين وابنائنا الطلبة, كما اتقدم بالشكر والعرفان بالجميل الى الاستاذ الدكتور صبحي الراوي رئيس لجنة التأليف والترجمة في جامعة تكريت للجهود الكبيرة والمتابعة المستمرة التي ابداها في سبيل انهاء الموافقات الادارية والعلمية لكي يرى هذا الكتاب النور ونضعه بين أيديكم بشكله الحالي .
ختاماً أود أن أوجه خالص شكري وتقديري إلى أساتذتي وزملائي الأفاضل كافة في قسم علوم الأرض التطبيقية في جامعة تكريت للدعم المعنوي الكبير طيلة فترة إعداد الكتاب. شكر وتقدير الى الإستاذ الدكتور محمد راشد عبـود على التسهيلات والتوجيهات السـديدة وجهوده التي أبداها والمراجعة العلمية لمحتويات الكتاب وابداء النصح والارشاد. الشكر والعرفان الى الدكتور عاهد يونس الملاح _ جامعة الموصل على التوجيهات العلمية والمساعدة الجليلة في اثراء الكتاب علميا طيلة فترة كتابة وطبع الكتاب.
شكر وتقدير إلى كافة الأخوة والزملاء وكل من مد يد العون والمساعدة من اجل الارتقاء بالمستوى العلمي لهذا الكتاب وإخراجه بالشكل الذي بين أيديكم.
والحمد لله رب العالمين غازي عطية زراك الشمري
Supplementary resource (1)
ResearchGate has not been able to resolve any references for this publication.