Saleh A. Sadeg

University of Tripoli | UOT · Geological Engineering Department

to show the updated seawater Intrusion status in all the Libyan cities located along the coast

To study the seawater intrusion in NW LIBYA 1.1 المقـــدمــــة : يمثل الشريط الساحلي منطقة التركيز الزراعي في الجماهيرية ، نظراً لخصوبة تربته وصلاحيتها للزراعة وتركز السكان به . وقد صاحب هذا الاتجاه الاستغلال المائي المكثف ، وخاصة خلال السنوات الماضية بما تجاوز حدود الموارد المائية المتاحة دون تخطيط سليم ، لضمان استمراريتها ، مما أدي ويؤدي إلى استنزاف شديد لمياه الخزان الجوفي الحامل للمياه العذبة . ونتيجة لذلك أنخفض منسوب المياه خلال السنوات الماضية في بعض المناطق وخصوصاً طرابلس مما سبب في تداخل مياه البحر ، وملوحة المياه بما تجاوز 18000 جزء في المليون ، كما هو الحال في بعض الآبار ببلدية طرابلس . تغطي هذه الدراسة المنطقة الممتدة من العجيلات غرباً وحتى مصراته شرقاً ، بعرض يتراوح ما بين 5 إلى 10 كيلو متر على امتداد ساحل البحر المتوسط . وتمثل منطقة الدراسة في معظمها الشريط الساحلي لسهل الجفارة . تتميز منطقة الدراسة بالكثافة السكانية والتطور العمراني الملحوظ بالإضافة إلى النهضة الزراعية والصناعية مما أدى إلى زيادة الطلب على المياه لتغطية أوجه التنمية المختلفة والتي يتم توفيرها عن طريق سحب المياه من الخزانات الجوفية بهذه المنطقة والتي تمثل حوالي 98% من الموارد المائية المتاحة . ولقد أثبتت الدراسات بأن الأستغلال الحالي للمياه في هذه المنطقة قد تعدى بكثير التغذية الطبيعية السنوية للخزانات الجوفية سبب في إختلال الميزان المائي نتج عنه هبوط حاد في مناسيب المياه ببعض المناطق وجفاف الطبقات السطحية الحاملة للمياه في مناطق أخرى وزحف مياه البحر نحو مياه الخزانات الجوفية لتعويض الفاقد من المياه العذبة على طول امتداد الشريط الساحلي أدى إلى زيادة ملوحة المياه حتى تجاوزت المعايير المحلية والدولية وأصبحت غير صالحة لأغراض الشرب وكذلك للأغراض الزراعة . لقد كان أنعكاس مشكلة تداخل مياه البحر واضحاً على معدلات إنتاج المحاصيل الزراعية وخصوصاً في المزارع التي تقع بالقرب من الساحل ، وكذلك في العجز الحاصل لمياه الشرب نتيجة أرتفاع تركيز الأملاح الذائبة في أغلب حقول أبار مياه الشرب التي تزود التجمعات السكانية على طول امتداد الشريط الساحلي بالإضافة إلى الأضرار الأقتصادية والصحية . تكون أغلب منطقة الدراسة الشريط الساحلي لحوض سهل الجفارة وهي المنطقة الواقعة بين الحدود التونسية غرباً ومدينة الخمس شرقاً ، أما المنطقة الواقعة ما بين الخمس غرباً ومصراته شرقاً فتكون الجزء الشمالي لحوض الحمادة الحمراء - سوف الجين . يغطى معظم منطقة الدراسة رواسب العصر الرابع المتكونة من تكويني قرقارش والجفارة بالإضافة إلى رواسب الكثبان الرملية الشاطئية والرواسب الرياحية ورواسب الأسباخ . يترواح معدل سقوط الأمطار ما بين 225 مم/ السنة بمنطقة زوارة يزيد تدريجياً حتى يصل إلى حوالي 340 مم/ السنة بمنطقة طرابلس ويقل تدريجيا في أتجاه الشرق حتى يصل إلى حوالي 276مم / السنة بمنطقة مصراته . يعتبر الخزان الجوفي الضحل التابع لصخور العصر الرابع - الثالث المتكون من تتابعات من الحجر الرملي والحجر الرملي الجيري المتداخل مع طبقات من الحجر الجيري والحجر الجيري الدولوميتي والطين والغرين والمارل من أهم الخزانات الجوفية (الخزان الجوفي الرئيسي) بمناطق الدراسة ، ويستغل على نطاق واسع لتغطية أغلب الإحتياجات المائية للأغراض المتخلفة . يتراوح عمق الآبار التي تستغل هذا الخزان الجوفي ما بين 30-160 متر ، ويتراوح العمق إلى مناسيب المياه ما بين 10-80 متر تحت سطح الأرض ، وتعطي معظم الآبار التي تستغل هذا الخزان إنتاجية تتراوح ما بين 20-80 متر مكعب/ ساعة تقل في المنطقة الشرقية لتتراوح ما بين 10 إلى 50 متر مكعب/ ساعة ، ويتراوح معامل الأمرار لهذا الخزان ما بين 100 إلى 8000 متر مربع/ اليوم ، أما معامل التخزين فيتراوح ما بين 6-10%. نوعية المياه كانت جيدة حيث لا يتجاوز مجموع الأملاح الذائبة في أغلب المناطق 1 جرام/ لتر ، ولكن نتيجة للأستغلال المفرط تعرضت مياه هذا الخزان إلى التلوث بمياه البحر سبب في زيادة تركيز الأملاح الذائبة لتتجاوز 10 جرام/ لتر في بعض المناطق ، بالإضافة إلى الهبوط الحاد في مناسيب المياه وخاصة بالمناطق الجنوبية والذي ما بين 2 إلى أكثر من 3 متر/ السنة ، أدى بدوره إلى جفاف بعض الطبقات السطحية في هذه المناطق . ومن أجل تخفيف حدة هذه المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها فإن الأمر يتطلب دراستها عن طريق إجراء المسوحات الميدانية والتحاليل المعملية ومتابعة التغيرات التي قد تطرأ على نوعية المياه ومراقبتها لتحديد مدى تفاقم هذه المشكلة واقتراح الحلول اللازمة للحد منها أو معالجتها إن أمكن ذلك . ومن هذا المنطق فقد تم إقتراح دراسة تداخل مياه البحر بالمنطقة الممتدة من العجيلات غرباً إلى مصراته شرقاً ، واعد برنامج متكامل لتنفيذ هذه الدراسة تم اعتماده من قبل الهيئة العامة للمياه ويتكون هذا البرنامج من عدة مراحل سيتم استعراضها فيما بعد . 2.1 مرحلة تنفيذ الدراسة : بالإشارة إلى ما تضمنه الملحق (أ) الخاص بنطاق العمل الوارد بالعقد المبرم ما بين الهيئة العامة للمياه ومكتب العلوم الهندسية للإستشارات لدراسة تداخل مياه البحر بمناطق طرابلس - الزاوية - زليتن فإن هذه الدراسة ستشتمل على المراحل التالية :- المرحلة الأولى : (تجميع المعلومات) وتشتمل هذه المرحلة : 1- مراجعة ودراسة التقارير السابقة . 2- تجميع الخرائط والصور الجوية الخاصة بمنطقة الدراسة . 3- تجميع المعلومات الخاصة بالآبار في المنطقة . 4- تحديد عدد (15) خمسة عشر مقطعاً لدراستها تفصيلياً . المرحلة الثانية : (الدراسة الحقلية) : وتشمل هذه المرحلة : 1- تحديد الآبار المطلوبة أخذ العينات منها على طول المقاطع على أن لا تتجاوز العشرة آبار في كل مقطع . 2- أخذ قراءات حقلية لتعيين مستوى الماء الساكن والتوصيل الكهربائي والأس الهيدروجيني ودرجة الحرارة وحساب مجموع الأملاح الذائبة . المرحلة الثالثة : (التجارب المعملية) : وتشمل هذه المرحلة : 1- تجميع العينات من الآبار المحددة لغرض التحليل الكيميائي لكل العينات بواقع عينتين لكل بئر خلال موسمي الخريف والربيع طوال فترة الدراسة والتحليل والبكترلوجي لبعض العينات . 2- التحليل الكيميائي الروتيني لكل العينات حسب مواصفات التحليل بالهيئة العامة للمياه . 3- التحليل الجرثومي لبعض العينات المجمعة من الآبار المستعملة للشرب. المرحلة الرابعة : (تحليل المعلومات) وتشمل هذه المرحلة : 1- تحليل المعلومات المتحصل عليها ومقارنتها بالنتائج في الدراسات السابقة . 2- إعداد الرسومات البيانية والخرائط التي توضح النتائج المتحصل عيها . 3- تطبيق النموذج الرياضي الخاص بتداخل مياه البحر على ثلاث مقاطع يتم تحديدها فيما بعد لمعرفة مدى تقدم الفاصل بين المياه العذبة والمالحة وتوضيح التصورات المستقبلية لتسهيل المتابعة والمساهمة في الحد من تفاقم المشكلة . النموذج الرياضي عبارة عن نموذج مقطعي لاتجاهين الرأسي والأفقي وذلك باستعمال طريقة الفروق المتناهية . المرحلة الخامسة : (التقرير النهائي) تشمل هذه المرحلة إعداد التقرير النهائي متضمناً جميع الرسومات والخرائط وذلك من عشرة نسخ باللغة العربية .